هناك العديد من العومل المركبة ،إلا أن الإشكالية الأساسية تتمثل في مسألة إلغاء السلطة البائدة لمؤسسات المجتمع المدني السوري عامة، لأكثر من نصف قرن مضى، وهذا ما أعاق التطور الطبيعي لدور المرأة السورية - باستثناء قلة من النساء اللواتي مارسن أدوار محدودة،وحتى هؤلاء احتاجت السلطة لهن كـ" لوازم ديكور" أمام العالم، ولتلبية احتياجات السلطة، وحين أنشأ نظام الحكم اتحادات ونقابات، صنعها على مقاساته الحزبية والأمنية، واستخدمها كأدوات لفلترة الرأي العام، ليضمن تحكمه المطلق بالسوريين..
انعكست هذه السياسات على المجتمع السوري عامة، وعلى النساء خاصة بصورة متعددة، من بينها اللامبالاة بالشأن العام، التي باتت ثقافة مجتمعية، يغذيها الخوف الشديد من قمع السلطة،مما عمّق تفتيت المجتمع وانتج أفرادا خانعين، يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية المحدودة، في دولة استشرى فيها الخوف والفساد والفقر..
إن غاية "اتحاد نساء سورية" هي إعادة تنظيم جهود السوريات، وتعزيز روح التعاون والتضامن بينهن، في إطار مؤسساتي حقيقي، مبني على المبادىء الديمقراطية والشفافية، والعمل بروح الفريق، لتتمكن المرأة من دورها كحامل أساسي وكقوة دافعة للتغييرالإيجابي، أملين أن يسهم ذلك في إعادة الثقة بين أفراد وشرائح المجتمع السوري ويعززها، وينشر ثقافة جديدة ،تعزز دور وأهمية العمل الحقيقي لمؤسسات المجتمع المدني على المستوى الوطني، بمشاركة متساوية في الحقوق والواجبات للمرأة السورية في الحياة العامة، وبناء الدولة والحفاظ على السلم الأهلي، وفي عمليات إعادة إعمار سورية ويعزز دورها في عمليات التنمية الشاملة